إيمان محمد رشوان هي باحثة دكتوراه في برنامج الدكتوراه الأوروبية للقانون والاقتصاد التابع لثلاث جامعات: جامعة هامبورج بألمانيا، جامعة إيرازموس روتردام بهولندا، وجامعة بولونيا بإيطاليا، بناءً على منحة من هيئة التبادل الأكاديمي الألماني DAAD. كما أنها تشغل وظيفة مدرس القانون العام المساعد بكلية الحقوق جامعة القاهرة.
تخرجت في كلية الحقوق جامعة القاهرة (قسم الدراسة باللغة الإنجليزية) عام ٢٠١١، ومنها أيضاً حصلت على ماجستير القانون العام والعلوم الإدارية عام ٢٠١٣. كما حصلت على درجة الماجستير في القانون والحكومة مع التركيز على الحريات المدنية والدستورية من واشنطن كوليدج أوف لو أميريكان يونيفيرسيتي بواشنطن - الولايات المتحدة الأميركية عام ٢٠١٤، بناءً على منحة من منظمة المجتمع المفتوح .OSF
لها عدد من الأبحاث المنشورة دولياً باللغتين الإنجليزية والعربية، كما شاركت في العديد من المؤتمرات وورش العمل والمدارس الصيفية، وهي عضو في عدد من الروابط العلمية، منها المجمع الدولي للقانون العام، والرابطتان الفرنسية والإيطالية للقانون والاقتصاد.
للمزيد من المعلومات، يمكن زيارة الصفحة الخاصة هنا وكذلك الجروب الخاص كل الفرص هنا وهو يحتوي على منح للدراسة وفرص للعمل وتطوير الحياة المهنية لكل التخصصات.
١. اللغات:
الخطوة الجوهرية الأولى بعد التفكير في السفر هي تعلم اللغة:
كيف أختار لغة؟
هذا الاختيار يتوقف بدرجة كبيرة على البلد أو الجامعة التي ترغب في الالتحاق بها، في نظري، يجب أن يكون توجهك نحو تعلم اللغة الإنجليزية، لعدة أسباب:
قمنا بدراسة معظم أساسيات اللغة الإنجليزية في المدارس.
بالمقارنة مع اللغات الثانية، الإنجليزية لغة سهلة، والأماكن التي تقدم خدمة تعليمية كثيرة.
لغة منتشرة في بلاد كثيرة، هناك بلاد تتكلمها كلغة أم مثل بريطانيا وأمريكا وأستراليا وكندا، ومعظم البلاد الأخرى، حتى التي لغتها الأم ليست الإنجليزية، لديها جامعات تدرس بالإنجليزية.
الإنجليزية أصبحت ضرورة لا غنى عنها في عالم اليوم، مثل استخدام الحاسب الآلي، تماماً كالقراءة والكتابة، حتى لو كنت ترغب في السفر لمجرد الاستجمام سوف تحتاج أن تمتلك مهارات جيدة في اللغة الإنجليزية.
و عليه، التمكن من الإنجليزية يفتح لك فرص عمل متعددة، وليس فقط فرص الدراسة والمنح، والإنجليزية حالياً هي اللغة الرسمية للعلم وبدونها فإن ما تكتبه أو تنشره أو تعمل عليه حدوده قاصرة.
كيف أستطيع التحسين من مستوى اللغة الإنجليزية لدي؟
بالنسبة لتجربتي الشخصية، أنا لم أدرس بمدارس دولية أو لغات، ذهبت فقط إلى مدرسة خاصة، وفي المرحلة الجامعية درست بقسم اللغة الإنجليزية في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وهذه فرصة جيدة لتوضيح أن الدراسة بهذا القسم وحدها لا تضمن التخرج بمستوى جيد في اللغة الإنجليزية، طبعا بمرور الأربع سنين تحسن المستوى شيئاً فشيئاً، لكن الأهم أنني من خلال الدراسة قد عرفت عن الإنجليزية القانونية أكثر مما عرفت عن اللغة نفسها بشكل عام.
خلال تلك الفترة كنت أحاول بجهد ذاتي أن أحسن من نفسي، كنت أقرأ الكتب و أستمع لشرائط كاسيت صادرة عن الإذاعة البريطانية لتعليم اللغة، وكنت أواظب أيضاً على مشاهدة قنوات مثل الجزيرة الإنجليزية والسي إن إن والبي بي سي وأحاول أن أستمع كثيراً وأفهم، بعد ذلك اجتزت اختبار الأيلتس والإعداد للاختبار في حد ذاته حسّن من مستواي، وبعدها سافرت وعمري ٢٣ سنة لدراسة درجة الماجستير في الولايات المتحدة الأميركية، بعد التخرج بسنتين، وكانت هذه النقلة الختامية والكبيرة.
وعليه نستطيع أن نقول أني قد علمت نفسي بنفسي، ولازلت أتعلم ولازال أمامي الكثير في مشوار اللغة، ومستواي الحالي يؤهلني للدرجات التي وصلت إليها في الدراسة أو العمل. لذلك أنا لا أستطيع أن أنصحك عن تجربة بخصوص المكان الأفضل لدراسة الإنجليزية. إذا قررت اتباع سبل التعليم الذاتي، خصوصاً عند عدم وجود مصادر للتمويل فأنا أشجعك. تذكر أن الموضوع يحتاج إلى صبر، لكن كل شيء في الدنيا يمكن أن يتحقق بالصبر.
متى أبدأ تعلم اللغة؟
لكي نكون واقعيين، لسنا جميعاً متشابهين، هناك أشخاص يستطيعون تأدية ١٠ مهام في نفس الوقت على أكمل وجه، وأشخاص يحتاجون للتركيز في مهمة واحدة فقط لكي ينجزوها بشكل جيد، أياً ما كانت مرحلتك العمرية أو الدراسية.
لو كنت من النوع الأول إذاً عليك أن تبدأ فوراً وحاول تدريجياً توسيع خطواتك.
لو كنت من النوع الثاني، ولازلت طالباً، فالإجازات هي فرصتك الذهبية، لدينا في مصر إجازة طويلة جداً ٣ شهور الصيف، خذ أول شهر كله للراحة والترفيه، وأسبوع لنفس الغرض قبل بداية الدراسة ، لكن لابد من استغلال المدة بينهما، إن لم يكن في اللغة إذاً في تدريب، في نشاط تطوعي. أما إذا كنت تعمل، فليس هناك من سبيل سوى الجمع بين العمل ودراسة اللغة لكي تضمن لنفسك عملاً أفضل.
لا يوجد شيء اسمه لا أمتلك الوقت أو لا أستطيع، هذا الطريق الذي تفكر في اختياره شعاره "من أراد استطاع."
الخطوة التالية: وماذا بعد تعلم اللغة؟
الامتحان سواء الIELTS أو TOEFL هو الذي يثبت أنك قد وصلت إلى درجة معينة من التمكن في اللغة الإنجليزية. الأيلتس والتويفل تقيس أيضا مهارتك في تجميع الدرجات، من الممكن أن تكون جيد في اللغة، لكن لو دخلت غير مستعد للامتحان لن تحقق سكور عالي. شهادة الأيلتس أو التويفل صلاحيتها سنتان، وبعدها تحتاج أن تجري الاختبار مرة أخرى، وهذا شرط تشترطه الجهات التي تتقدم إليها ولا يأتي مع الشهادة نفسها. وعليه فالكسل والتسويف في هذا السياق يكلفانك الكثير من المال وليس فقط الوقت أو الفرص.
امتحان IELTS Academic هو اختبار اللغة الإنجليزية البريطانية
مجموع درجاته من ٩، ويتم إجراؤه في البريتش كاونسل، عادة لا توجد جامعة تطلب أكثر من ٧ ونصف في الأيلتس، وهناك جامعات تشترط أن تحقق درجات معينة في الأقسام المختلفة للامتحان. الأيلتس هو الاختبار الذي اجتزته أنا، يقال عنه صعب لكنه في نظري كان ألطف من اجتياز التويفل، لأن التعامل فيه مع ورقة وقلم على عكس التويفل الذي يكون التعامل فيه مع جهاز كمبيوتر، وهذه الاختبارات تستغرق ساعات. في ذلك الوقت لم أحضر كورس تحضيري للامتحان، كان هناك زميل أكرمه الله أعارني كتابين من عنده مجمع فيهما امتحانات الأيلتس لسنوات سابقة وإجاباتها، ومعها سيديهات (لم أستخدمها).
الأيلتس امتحان مقسم إلى ٤ أجزاء: Reading, Writing, Listening, Speaking التحدث يُمتحن في يوم منفصل والثلاثة الآخرون في يوم واحد. أرسل لي زميلي تسجيلات امتحانات الأيلتس للتدريب على الاستماع، وقمت ببحث على الإنترنت إلى أن توصلت لمنتدى متطوعين، تترك كتابتك على المنتدى، ويقومون بتصحيحها وإعطائك ملاحظات. الحقيقة أنني فقدت الاتصال بذلك المنتدى بعد اجتياز الاختبار، لكن هنا أيضاً يمكنك أن تجد خدمة مشابهة. كما أن المجلس البريطاني يوفر العديد من الإرشادات والمراجع والفيديوهات والخدمات المجانية وغير المجانية للإعداد للاختبار يمكنك أن تجدها هنا.
وفي ذلك درس مستفاد، حتى لو كنت لا تملك الكتب أو التمويل لشرائها، فهذه ليست عقبة، استعر من أصدقائك، ابحث على الإنترنت، انزل سور الأزبكية (سوق كتب مستعملة في مصر) تصرف! من يرغب في شيء فعلاً سيجد الوسيلة الممكنة.
خلال ٢٠ يوم قبل الامتحان كنت أدرس كل يوم ساعة، أحل الامتحانات القديمة وأصحح لنفسي من إجاباتها، و ال٢٠ يوم من الإعداد كانوا قفزة في مستواي، خصوصا في مهارة الاستماع لاجتياز الأيلتس، التدريب ثم التدريب ثم التدريب. و لاحظ أن كليهما اختباران مكلفان، الأيلتس وقتها (سنة ٢٠١٢) كان ب ٩٥٠ ج م، لذا يفضل تفادي دخول الامتحان أكثر من مرة.
امتحان TOEFL هو اختبار اللغة الإنجليزية الأميركية
المقصود هنا هو التويفل الدولي وليس المحلي، وعليه بالنسبة للمصريين، التويفل الذي تقدمه كلية الآداب لا يصلح لتحقيق الغرض. وتستطيع أن تجتازه في أماكن أخرى غير الأميديست طالما كانت معتمدة. وهو مقبول في جهات أكثر من الأيلتس، القليل من الجامعات لا تقبله. وعموماً، بخصوص القبول، كن مرناً وهادئاً. عندما أردت التقديم على منحة الماجستير كانوا يشترطون التويفل وأنا كنت أحمل الأيلتس فقط، ذهبت لكي أحجز التويفل، ولحسن الحظ كان أميدإيست أيضاً هم من يديرون المنحة، قالوا لي الأيلتس الذي تحملينه درجته عالية فلا حاجة للتويفل. وكان يوما عظيما :D فاسأل .. السؤال لن يضرك في أي شيء مهما كانت إجابته.. وأي شخص تسأله على كاونتر خدمة عملاء شغله أن يخدمك ويساعدك.
٢- أين سأدرس؟
الإجابة على هذا السؤال تحددها مجموعة من العوامل:
الترتيب:
هذا الرابط يحتوي على ترتيب الجامعات التي تدرس القانون على مستوى العالم، ويمكنك أن تجد على نفس الموقع التخصصات الأخرى أيضا، و لو دخلت على كل جامعة ستجد تفاصيل عنها وعن البرامج التي تقدمها ومصروفاتها والفروع العلمية التي تتميز فيها وفرص المنح.
طبعا هذا الترتيب ليس مطلقاً، وعموما لا يوجد ترتيب واحد وحيد مطلق ومعترف به من الجميع، وموضوع ترتيب الجامعات تدخل فيه عناصر كثيرة متغيرة، مثل نسبة توظيف خريجين الجامعة، والمواقع الحيوية التي يشغلونها، الأبحاث التي تصدر عن أعضاء في الجامعة وأين تنشر، مساهمة الجامعة وتأثيرها في المجتمع، ونسبة الطلبة الأجانب فيها، تأثيرها في صنع القرار، كل هذه العوامل تؤثر في ترتيب الجامعة إلى جانب المستوى الأكاديمي والتنظيمي لها. ذلك بالإضافة إلى أنه يوجد ترتيب داخل الترتيب أصلا، يعني مثلا يمكن ألا تكون جامعة ما من ضمن أول ١٠ في القانون عموما، ولكنها في مجال قانون حقوق الإنسان مثلا رقم ٤.
لا تستبعد على نفسك أن تدخل أحسن جامعة في الدنيا، لأنه في النهاية هذا حلم ومشروع مثل أي حلم ومشروع آخر، ومن يدرسون في تلك الجامعات هم بشر مثلك تماماً قد لا يملكون بالضرورة قدرات تفوق قدراتك، ولكنهم يملكون صبر وإرادة زيادة، بالإضافة طبعا للتوفيق والظروف. لكن عموماً إن لم توفق في الذهاب إلى أول عشرين جامعة فتلك ليست نهاية الكون، ستظل تدرس في جامعة محترمة وتتقدم عشرات المراكز في تعليمك على مستوى العالم وتتعلم أمور كثيرة لم تكن تسمع عنها، وهذه النقطة تسلمنا للنقطة الثانية. إذا قمت بالتقديم -ليكن- في ١٠ جامعات، في ١٠ دول مختلفة، الدول التي تتوفر لي فيها فرصة قبول من الجامعة + فرصة منحة = سأنطلق! ولكن ماذا إذا توفرت هذه الفرصة في أكثر من مكان، كيف أفاضل؟
عوامل مهمة جداً:
هناك مجموعة من العوامل يميل الناس إلى تجاهلها، والتفكير فيها كشيء هامشي عندما يقومون بالتقديم على الجامعات بالخارج، لكن لا يعرف أهميتها إلا من عاش تجربة الدراسة في الخارج، مثل:
- البلد التي اخترتها، هل توجد بها جالية من نفس جنسيتي وديانتي أم لا؟
- هل هذه البلد عموما (المدينة على وجه التحديد) مجتمع به عدد كبير من الأجانب والطلبة؟ وبالتالي لن يكون أهلها متعصبين أو متحفظين ناحية الأجانب؟ أو ستكون لي فيها فرص واسعة خصوصاً بعد التخرج؟
- ما هو وضع المواصلات والخدمات العامة في البلد؟
- أسعار المعيشة في البلد؟
- هل المدينة نفسها فيها حياة تشغلني؟ أم سأجد نفسي في مكان منفي لأشاهد هطول الأمطار من وراء النافذة؟
- ما حال المناخ في هذا المكان؟ سالب كم و لمدة كم شهر في السنة؟
- المسافة بالطيران بينها وبين بلدي كم ساعة؟ وما أسعار الطيران؟
- ما هو نظام التأمين الصحي وما حدود أسعار العلاج؟
- هل ظروف البلد تلك البلد تنبيء بأنه متاح أن أجد فرص عمل بعد الدراسة؟
بطبيعة الحال، تقييم أهمية كل هذه العوامل يختلف من شخص للآخر حسب طبيعة كل واحد. وحسب أيضاً الفرص المتاحة والتي تحاول الموازنة بينها. لكن رجاءً عندما تقيمها لا تنظر إليها على أنها تفاهة أو دلال زائد. لأنك ذاهب هناك لتعيش .. لا لتدرس فقط.. وأحوال معيشتك ستؤثر جداً على محصولك من التجربة وعلى قدرتك من الاستفادة منها.
٣- هل كل السفر بعثات؟
يبدو سؤالا واضحة إجابته، لكنني فعلا سُئلته كثيراً.
البعثة، كما هو واضح من اسمها، تشير إلى أن الدول تبتعث مواطنيها للخارج لتعلمهم وتنفق عليهم أثناء ذلك، يمكن أن تنفق عليهم وحدها أو بالشراكة مع جهة أخرى، تختلف التخصصات والدرجات والموضوعات والتفاصيل لكن يظل هناك عامل واحد مشترك: الدولة (ممثلة في وزارة التعليم العالي حتى لو بالاشتراك مع وزارات تانية) تعلن أن الراغبين في السفر للدراسة بالخارج في عدد من المجالات المحددة في دول محددة يتقدموا لها وفقاً لشروط محددة. وغالباً البعثات تكون لمن يعملون في الحكومة وخصوصاً أعضاء هيئات التدريس والهيئات المعاونة في الجامعات الحكومية.
إذا لم تستطع السفر في بعثة أياً كان السبب فما العمل؟
البعثات مجرد باب واحد، بل إنه باب ضيق، من أبواب السفر للدراسة في الخارج، ومعظم من سافروا كان عن طريق مراسلتهم للجامعات والقبول فيها، ثم التقديم على المنح المقدمة من المنظمات الأهلية أو الشركات الخاصة أو الجامعات نفسها سواء كانوا داخل وطنهم الأم أو خارجه، وأيضاً الحكومات الأجنبية كثيراً ما توفر منح.
٤- ما هي العوامل التي تؤثر على مدى قبولي في المنح؟
عادة ما تبحث الجهات المانحة عن أشخاص ترى أنه سيكون لهم تأثير على محيطهم ومجتمعاتهم، وسيكون لهم مستقبل مميز بشكل ما. لكي تصل تلك الجهات لهذا الحكم فإنها تقوم بتقييم لمجموعة من العوامل تتكامل كلها لكي تكون ملف الشخص المتقدم وتمكنها من المفاضلة بينه وبين غيره. بطبيعة الحال، يمكن أن تكون إحدى النواحي لديك متراجعة شيئاً ما، لكن هناك ناحية أخرى متقدمة بشكل كبير، وهناك أيضاً عامل حظ لا بأس به، لأن مستوى المتقدمين معك لنفس المنحة يحدد بشكل كبير تقييم ملفك بالمقارنة بهم وبالتالي قبولك من عدمه، فحاول أن تستوفي قدر استطاعتك من العوامل. وهذه العوامل تشمل الآتي، مع ملاحظة أن هذا الترتيب عشوائي ولا ينطوي على إيضاح مفاضلة في الأهمية بين العوامل، ترتيب أهمية العوامل أمر يختلف كثيراً من منحة للأخرى ومن بلد لأخرى حسب أهداف الجهة المانحة:
سجلك الأكاديمي، بمعنى تقديراتك في مختلف الدرجات العلمية اللي حصلت عليها.
إنجازاتك وخبراتك العملية في المجال الذي تتقدم للحصول على منحة لدراسته، وهذه نقطة يختلف قياسها من مجال لمجال، فأنت أدرى بمجالك.
نشاطك التطوعي والمجتمعي الذي يظهر صفات القيادة والتأثير لديك.
نوعية وظيفتك الحالية والمستقبلية، مثلاً هناك الكثير من المنح تفضل شاغلي الوظائف العامة، لأن في نظر الجهات المانحة، يكون لهم تأثير محتمل أكبر في دولهم.
مستوى اللغة.
مستوى الجامعة التي حصلت على قبول فيها. كلما كان أعلى كلما كانت فرصتك أكبر.
هناك منح تتوقف على إثبات احتياجك المالي للمنحة.
هناك منح تحدد حد أقصى لمبلغ التمويل، فلو كانت مصروفات جامعتك المقبول فيها أعلى من الحد الأقصى لن يقوموا بالتمويل.
السن، فبعد سن الثلاثين يصبح القبول في المنح أصعب بعض الشيء.
مدى اهتمام الجهة المانحة بالمجال الذي تدرسه.
سماتك أنت الشخصية من حيث ثقافتك وتفكيرك و توجهاتك، وهذه ملامح نظهر في المقابلات الشخصية وفي نوعية المحتوى الموجود في سيرتك الذاتية والمقال الشخصي.
موطنك، بعد الثورة مثلاً، كان هناك إقبال كبير على المتقدمين من الجنسية المصرية.
نصائح خاصة للتقديم على دراسة درجة الدكتوراه
موضوع التقديم على دكتوراه يختلف جدا من بلد لأخرى ومن نظام للآخر. مثلاً، صعب جداً إن لم يكن مستحيلاً أن تستطيع الحصول على قبول لدراسة الدكتوراه في القانون في أمريكا بدون أن تكون حاصلاً على درجة الماجستير LL.M. أو ما يعادل البكالوريوس JD في القانون من أمريكا، لأن كليات الحقوق الأميركية تميل لقبول طلابها من مرحلة الماجستير، اللهم إلا أن تكون حاصل على الماجستير من جامعة ترتيبها أعلى بكثير أو مكافئ للجامعة التي تريد التقديم على دكتوراه فيها، هذه هي القاعدة ولا يشذ عنها إلا فلتات لا يقاس عليها.
أما في هولندا مثلا، طالب الدكتوراه يعد موظفاً في الجامعة، فالجامعة إذن عندما ترغب في قبول طلاب دكتوراه في موضوعات بعينها تقوم بالإعلان كما تعلن عن أية وظيفة وتقوم أنت بالتقدم لها، ولو تم قبولك فإنهم يقومون بتوقيع العقد معك، ودفع مرتب (ومرتباتهم جيدة للغاية).
عندما تفكر في البلد التي تريد أن تدرس فيها الدكتوراه، بالإضافة إلى التفكير في كل العوامل السابق ذكرها، عليك أيضاً أن تفكر في نوعية الإشراف العلمي المعتاد في النظام الذي توفره هذه البلد. ألمانيا مثلا، يكون تدخل المشرف في توجيهك محدود جداً، وهذا قد ينطوي على بعض المزايا، إلا أن عيوبه أكثر، لأنك كثيراً ما تكون محتاجاً إلى توجيه أكثر من المتاح. ورغم اختلاف الأنظمة باختلاف البلدان، إلا أننا نستطيع أن نقول أن هناك استراتيجية عامة متبعة لضمان الكفاءة في عملية التقديم على الدكتوراه، وهي كالآتي:
قم باختيار التخصص الذي ستدرس فيه الدكتوراه والموضوع، ثم قم بكتابة البروبوزال proposal
تستطيع أن تجد إرشادات لكتابة البروبوزال الدكتوراه في القانون هنا.
الproposal الذي سوف تقوم بكتابته في هذه المرحلة هو مجرد بروبوزال مبدئي، سوف يتغير كثيراً في خلال مرحلة التقديم مع كل جامعة وجهة تتقدم لها، لأن كل جامعة لها متطلبات مختلفة.
ثم قم بإعداد قائمة بالجامعات الموجودة السابق ذكرها، وستجدها هنا (يمكنك أن تختار تخصصك وسيتغير الترتيب تلقائياً ولا تنسى اختيار العام الأحدث أيضاً).
ابدأ بتصفح المواقع المختلفة للجامعات واستكشف المجال الذي تتميز فيه كل جامعة وما هو موقعها من تخصصك، وفاضل بينهم حسب العوامل السابقة الإشارة إليها، واختر مثلاً ٢٠ جامعة، وحاول التنويع بينهم في الترتيب من عالي لمتوسط لأقل بعض الشيء، لا تقم بالتقديم على كل الجامعات العالية لأن هذا يقلل جداً من فرص حصولك على أي قبول، لأن في تلك الجامعات، فرصة القبول أصلاً ضعيفة، بلغة أخرى، لا تضع كل التفاح في سلة واحدة.
في موقع كل جامعة ستجد الكليات، افتح صفحة كلية الحقوق ثم افتح صفحة العاملين في الجامعة، يكون عادة اسمها "staff" or "faculty" ستجد قائمة بكل المشتغلين في الكلية ونبذة عن كل واحد ومجالات اهتمامه وتخصصاته ووسائل الاتصال بيه، لاحظ أنه في غير البلاد العربية من المعتاد أن يكون الشخص الواحد متخصصاً في أكثر من مجال يبدون لنا -كعرب- متنافرين. ثم تبدأ الاختيار منهم، بحيث تختار كل المهتمين بالمجال الذي تريد دراسة الدكتوراه فيه، وافعل الشيء ذاته مع كل الجامعات اللي اخترتها.
الخطوة التالية أن تقوم بتحضير "إيميل" مختصر ولطيف: "أنا فلان الفلاني، أعمل في الوظيفة الفلانية، وأخطط لدراسة الدكتوراه في الموضوع الفلاني في الجامعة التي تقوم سيادتكم بالتدريس فيها. ويتضمن بحثي النقاط التالية"، وتقوم بوضع سؤال بحثي أساسي وتحته ما لا يتعدى ٧ أسئلة مثلاً هي الأسئلة البحثية العريضة للدكتوراه وهي عبارة عن تفريعات السؤال البحثي الأساسي. وبعدها تقول أنه "يكون من دواعي سروري لو تقوم بالإشراف علي في مرحلة الدكتوراه لأني لاحظت اهتمامك ومنشوراتك القيمة في المجال الذي أريد البحث فيه." و تشكره مقدماً، تذكر له أنك تحب أن تسمع منه على أي حال، حتى لو مجرد ملاحظات على الموضوع، وأنك تحوز بروبوزال مبدئي لو يحب الاطلاع عليه.
و عليه، اكتب الإيميل بطريقتك، أهم ما فيه أن تكون لغته سليمة ومختصرة ومباشرة ولطيفة. لو الإيميل افتقر لأي عامل من دول غالباً لن يُقرأ، اللهم بلغت. و أكيد أكيد ضع عنوان مناسب للايميل، أبدا لا تبعث إيميل بدون subject
لو كان لديك إيميل مؤسسي تابع لعملك أو جامعتك يفضل استخدامه.
ستقوم بإرسال مثلاً حوالي ٢٠٠ إيميل (تذكر أن تخاطب في كل إيميل الموجه إليه بلقبه وأن تذكر اسم جامعته لكي يظهر اهتمامك، كن حذراً عند الكوبي والبيست من الإيميل النموذج الذي أعددته)، سيقوم بالرد عليك، إذا كنت محظوظاً، حوالي ٥٠، حوالي ٤٠ منهم سوف يردون بالرفض (سيصل منهم حوالي ٥ إيميلات بالرفض في البداية وبعدها سيسود صمت رهيب يقوم بتشكيكك في نفسك لمدة قد تطول أو تقصر)، وحوالي ١٠ فقط سوف يبدون تفاعل أو اهتمام ويشجعونك على التقديم في جامعاتهم، هذا التشجيع ليس قبولاً، أكرر ليس قبولاً، و لكن معناه أنه أصبح لديك مشرف محتمل في تلك الجامعة، يعرف اسمك ومعجب بموضوعك، لذلك عندما يُعرض ملفك على المجلس الذي يقيم المتقدمين لدراسة الدكتوراه ويحدد رفضهم من قبولهم سيكون هناك شخص حاضر يطلب قبولك، وهذا يزيد من فرص قبولك جدا جدا جدا وبدون وجوده فرص قبولك ضعيفة جدا جدا جدا، أكثر من ٥٠٪ من عوامل قبولك في الدكتوراه معتمدة على وجود مشرف يرغب في الإشراف عليك.
بعدها تفتح صفحة التقديم على الدكتوراه في الجامعة التي يعمل بها هذا المشرف المحتمل، وتبدأ في الخطوات تماماً كما هي موضحة على الصفحة، وهذه الخطوات تختلف من جامعة لجامعة.
بعض الجامعات توضح على موقعها أنه يحظر التواصل مع الأساتذة ومن يريد التقديم عليه البدء في الخطوات الموضحة على الموقع مباشرة، تجاوبي مع هذا التحذير في الحقيقة كان يعتمد على مدى جدية لهجته :D وهو أمر يظهر للقاريء.
أنا شخصياً أفضل عدم تضييع الوقت والمال في التقديم على جامعة لا يوجد فيها مشرف محتمل.
القبول في الدكتوراه عموما أصعب كثيراً من الليسانس أو البكالوريوس والماجستير، من ناحية لأن الجامعات تطلب أعداد قليلة جدا كل سنة بينما يكون هناك عدد كبير جدا متقدم من كل أنحاء العالم، ومن ناحية ثانية لأن المستوى المطلوب في الدكتوراه يختلف تماماً عن المطلوب في الماجستير، وسوف تلاحظ ذلك بنفسك في شكل البروبوزال المطلوب، لكن لن تدركه كلياً إلا بعد أن تبدأ الدكتوراه وتجد أن المنتج الذي كنت تُمدح عليه حينما كنت طالب ماجستير يُرفض الآن وتستقبل عليه تعديلات مهولة. منح الدكتوراه أيضاً أقل بكثير من منح الماجستير، لأنها بالنسبة للجهة المانحة التزام مالي ضخم وطويل المدى، الأموال التي ينفقونها على طالب دكتوراه واحد يمكن أن تُنفق على ٤ طلبة ماجستير فيحققون أضعاف الأثر، زائد أن هناك عدد من طلبة الدكتوراه لا يستطيعون عادة إكمال الدراسة لصعوبتها. لكن بالمقارنة بين البلاد، المنح في أمريكا للدكتوراه أصعب كثيراً من أوروبا وغيرها.
وهذا السياق فرصة جيدة لكي أعيد كلمة أقولها دائماً لأي شخص يسألني عن الدكتوراه: إذا لم تكن الدكتوراه ضرورة لعملك، قطعاً قطعاً قطعاً لا تقوم بعملها!
الدكتوراه مشروع مرهق ومكلف جداً مادياً وبدنياً ونفسياً وعلى كل صعيد. أنت تستهلك ما لا يقل عن ٤ سنين من عمرك (سنة تقديم وتجهيز و ٣ سنوات دراسة) وذلك في حالة أنك متفوق تفوق نادر وموفق جدا في نفس ذات الوقت، وفي المعدل، الزمن الحقيقي يصل ل ٧ سنين (سنتان تقديم و٥ دراسة) في حالة أنك شخص طبيعي، لست فاشلاً ولا صاحب سلسلة من الحظوظ المتعثرة، فقط طبيعي. كل تلك السنين تضعها في مشروع واحد، في نقطة بحثية محدودة معينة، تعمل عليها وحدها، بشكل أكاديمي وليس عملي، يتم تدريبك لكي تشرب حرفة الأكاديميا لا أي حرفة أخرى، بينما أقرانك في نفس تلك المدة يكتسبون خبرة عملية في مجالهم ويكونون مدخرات مالية معقولة. فإن لم تكن تنتوي العمل في المجال الأكاديمي، فعلا فعلا الدكتوراه لن تكون لها قيمة كبيرة ولكن ستعطلك، بالطبع أنا هنا أتحدث عن مجال القانون، وكل مجال له شأنه فاسأل ذوي الخبرة في مجالك. ماجستير من الخارج بالإضافة إلى اجتياز امتحان نقابة المحامين في أمريكا أو بريطانيا أفضل كثيراً بالنسبة لشخص يريد أن يمتهن المحاماة من الحصول على الدكتوراه من الخارج (موضوع البار أو امتحان النقابة له مجال حديث آخر وأنا شخصياً لم أدخله لكن أعرف عنه بعض المعلومات من زملائي الذين اجتازوه)..
اللهم بلغت.
وهذه النقطة تأخذنا بدورها لسؤال غريب جداً يُطرح علي في بعض الأوقات: "أدرس الدكتوراه في أي مجال؟؟"
الدكتوراه عليك أن تحضرها في موضوع تحبه ولديك فيه خبرة عملية وتريد أن تعمل فيه في المستقبل، ويستحسن أن تكون قد قمت بإعداد ورقة بحثية فيه قبل أن تقرر تسجيل الدكتوراه فيه، لا أن تكون الدكتوراه أول تعارف بينكما. إذا لم تكن شغوفاً إلى أقصى حد بالموضوع الذي تحضر فيه الدكتوراه فسوف تكون هذه مشكلة كبيرة في المستقبل، لأنه حتى عندما تكون مقتنع تماماً بالموضوع وشغوف به سوف تمر عليك أوقات تكرهه وتشك فيه وتشك في نفسك وتبدأ تتساءل أسئلة من نوعية "لماذا أقوم بدراسة الدكتوراه؟!" "لماذا تخصصت في القانون أصلاً؟؟!" "هل أقوم ب "كاريير شيفت"؟!" وغيرها كثير من الأسئلة الوجودية. لذلك فأقصى نصيحة أقدر أن أقدمها في هذا السياق تدور حول أن تكون في حيرة بين موضوعين أو ثلاثة، أو بين اختصاصين دقيقين وتريد أن تعرف أيهما له مستقبل أو أيهما فرص حصوله على منح أو تمويل أكبر، حينها أستطيع أن أنصحك في حدود معرفتي المتواضعة، أما ألا تكون قد قررت التخصص في حد ذاته أصلا، حينها ستكون نصيحتي أن تراجع قرار الدكتوراه كله من الأصل.
Comments